روما - أيمن أبوعبيد:
حين قررت الأسرة الخروج في نزهة وقضاء بعض الوقت في حديقة عامة، لم تكن تعلم أن هذه النزهة سوف تكون الأخيرة في حياة عائلة صغيرة تتكون من ثلاثة أفراد، هم الوالدان وطفلهما ذو الاثني عشر عاما.
فبينما كان الوالدان يتبادلان أطراف الحديث بقرب ولدهما الذي كان يمتطي الأرجوحة، وحدث وعلى حين غرة أن سقط الطفل على الأرض من فوق الأرجوحة، حيث اصطدمت رأسه بأرضية الحديقة صدمة نزف معها رأس الطفل دما.
على الفور حمل الوالدان طفلهما وهرعا إلى مستشفى المدينة، وهناك تم إيقاف النزيف، ولكن الأطباء اكتشفوا أن الطفل أصيب بورم دموي داخل الدماغ، وهو ما يتطلب تدخلاً جراحياً. لكن وبسبب عدم وجود أسرة شاغرة في المستشفى لم يتم إجراء العملية، وبقيت العائلة تنتظر كلمة الأطباء، الذين لم يقتربوا من الأسرة طوال ثلاث ساعات فقد معها الأب عقله وهو يشاهد ولده يتأوه ويبكي أمام أعينهما دون أن يستطيعا فعل شيء.
وبعد مرور ثلاث ساعات، تم نقل الطفل إلى مستشفى آخر في محافظة كالابريا، لكن المستشفى الجديد كان هو الآخر مزدحماً بالمرضى، مما فرض على الأسرة البحث عن مستشفى ثالث، وهكذا قضت العائلة أكثر النهار جيئة وذهابا إلى أن عثرت عند الساعة التاسعة مساء على سرير فارغ داخل احد المستشفيات، ولكن الطفل كان قد دخل في غيبوبة، كما أنهم وجدوا غرفة العمليات مشغولة حتى فجر اليوم التالي.
ساءت حالة الطفل الذي استمر في غيبوبته أربعة ايام متواصلة، ولم ينجح التدخل الجراحي الذي جاء متأخرا، ففقد الوالدان فلذة كبدهما بعد مرور ستة أيام، وهم في حالة من الذهول والغضب الذي منعهما من تصديق ما حدث.
موت الطفل بسبب عدم وجود أماكن شاغرة في مستشفى محافظة بأكملها، دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق في الحادث وتم اتهام ثلاثة اطباء في الواقعة.
وقد صرح الأب المفجوع للصحافة المحلية قائلا “لا نريد أن تذهب التضحية التي وقعت ودفع نجلنا ثمنها من حياته هباء، نريد أن يدفع المخطئ الثمن”.